أجواء الأعياد والمناسبات |
عبدالكريم الدهري
أتساءل كيف يمكن لبعض الناس أن يسمحوا لضميرهم وقلبهم وعقلهم بالابتعاد عن والديهم، خاصة في أجواء الأعياد والمناسبات التي يجب أن تكون فرصة لتعزيز الروابط الأسرية و تقوية الأواصر العائلية.
إنه أمر محزن للغاية أن نرى البعض يفضلون تلبية رغبات زوجاتهم على حساب بر الوالدين.
بر الوالدين يُعد من أعظم الأعمال التي يحث عليها الإسلام، فقد أمر الله تعالى ببر الوالدين والإحسان إليهما وجعل ذلك من أعظم القربات إليه، فقال في كتابه الكريم: "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ" (الإسراء: 23).
الابتعاد عن الوالدين ليس فقط يخالف تعاليم الدين الحنيف، بل يتسبب أيضاً في آثار نفسية و اجتماعية سلبية على الفرد و الأسرة.
فالوالدان يشعران بالحزن والأسى لغياب أبنائهما، مما يؤثر على حالتهم النفسية والصحية.
كما أن الفرد ذاته قد يشعر بفراغ داخلي وندم لاحقاً لعدم تقديره لوالديه خلال حياتهما.
بالنسبة لي، لا أشعر بطعم الأعياد إلا حين أكون بين والديّ. وجودهما يضفي على الأعياد بهجة وسعادة لا يمكن أن أجدها في أي مكان آخر. لا شيء يعادل دفء اللقاء مع الوالدين في هذه الأوقات المباركة.
الزوجات لهن دور كبير في دعم وتعزيز العلاقات الأسرية. فهن يجب أن يكنّ سندًا لأزواجهن في بر الوالدين، لا أن يكنّ سببًا في تباعدهم. على الزوجة الحكيمة أن تفهم أهمية دور الوالدين في حياة زوجها و أن تشجعه على قضاء الوقت معهما والاهتمام بهما لا العكس الذي باتت تمارسه أغلبية النساء.
علينا جميعاً أن نتذكر أن بر الوالدين هو مفتاح البركة والنجاح في الحياة. فلنجعل من المناسبات والأعياد فرصة لإظهار الحب والاحترام للوالدين، ولنقف بجانبهم ونكون عونًا لهم، فهم يستحقون منا كل التقدير والإحسان.